في أيدي العسكر

Into The Hands Of The Soldiers

يحظى كتاب في أيدي العسكر الحرية والفوضى في مصر والشرق الأوسط للكاتب الصحافي الأمريكي ديفيد كيركباتريك باهتمام كبير نظراً إلى كونه مذكرات كتبها صاحبها مصوراً تجربته الحقيقية التي عايشها في القاهرة - بدءاً من ثورة كانون الثاني/ يناير إلى حين وصول السيسي إلى الحكم - عندما كان مديراً لمكتب صحيفة نيويورك تايمز بين عامي 2011 و 2015. في هذا الكتاب كشف كيركباتريك المواقف الأمريكية الحقيقية تجاه السياسة المصرية، وكشف دعمها والدعم الصهيوني والعربي لها، كما كشف عن مواقفهم تجاه قضايا الإنسان وحقوق المواطن وتجاه الإسلام نفسه، وهذا بدوره يعطي مؤشراً حول تصورهم لمستقبل الشرق الأوسط.اعتمد المؤلف في تغطيته لتجربته ومذكراته على التفاصيل التي عايشها كصحافي من واقع المقابلات واللقاءات التي أجراها مع مسؤولين أمريكيين؛ والتسجيلات الهاتفية الرسمية لمحادثات أوباما مع الرئيس مرسي، ومحادثات وزير الدفاع الأمريكي حينئذ مع السيسي ودعمه للانقلاب العسكري على مرسي. ويرى كيركباتريك أن هذا . الانقلاب كان كفيلاً بتلاشي حلم الديمقراطية من جهة وتشجيع الدكتاتورية من جهة ثانية، كما كان كفيلاًبتحويل مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأسرها.[1]

 


[1] عن ظهر الغلاف

في أيدي العسكر.. الحرية والفوضى في مصر والشرق الأوسط
 

ديفيد كيرباتريك مراسل دولي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ومقره في لندن وهو المدير السابق لمكتب الصحيفة بالقاهرة من 2011 – 2015، أصدر الكتاب أغسطس 2018.

يتناول "في أيدي العسكر" شهادة صحفي أمريكي على الأحداث من قبل الثورة المصرية بعام تقريبا حتى انقلاب السيسي إلى انتخاب ترامب في ولايته الأولى 2017.

يعتمد كيرباتريك على متابعته للأحداث بوصفه مديرا لمكتب نيويورك تايمز في القاهرة ولقاءاته مع العديد من المسؤولين المصريين والأمريكيين وما توفر لصحفي كبير مثله من معلومات سواء بشكل رسمي أو غير رسمي.

ويروي ما شاهده عن انتخابات نوفمبر 2010 يقول: "شاهدت التصويت يوم 28 نوفمبر 2010 من الإسكندرية... تدفق الشباب من الأبواب وهم يهتفون خلفه: الإسلام هو الحل. ارتجفت وتساءلت: ما هو (الحل) الذي كان يدور في ذهن هؤلاء الرجال؟".

يحدثنا عن جمعة الغضب ويصف كيف تعامل الأمن بقسوة شديدة مع المتظاهرين، وعما رآه في ميدان التحرير من وجود كل طوائف المصريين، وكيف كان المسيحيون يحرسون المسلمين وقت الصلاة، بينما أمَّن الإخوان قداسا لهم.

وينقل لنا كواليس إدارة أوباما أيام الثورة الـ18، وما دار بين أوباما ومبارك في محادثاتهما التليفونية.

وعن أحداث 30 يونيو 2013: "لم أكن أعتقد أن المصريين سيخرجون في مسيرة لإزالة رئيس انتخبوه مؤخرا... اندهش الناشطون الليبراليون الذين شاركوا في المظاهرات المناهضة لمبارك في 25 يناير 2011 من احتضان أعدائهم القدامى لهم: (في 25 يناير الشرطة ضربت النار علينا، في 30 يونيو رمونا بالورود)".

وبعد الانقلاب ومذابحه ينقل ندم بعض الليبراليين: "نسينا إنهم برضه شاركوا في الثورة ودفعوا التمن... كان الإخوان هما اللي بيناموا تحت عجلات الدبابات عشان متتحركش، كانوا هناك، وكانوا شجعان... كرهنا الإخوان أوي لدرجة إن بعضنا اعتقد إن استعادة النظام القديم هتكون أفضل من وجودهم في السلطة".

هذا الكتاب هو شهادة صحفي عايش فترة من أهم فترات مصر والشرق الأوسط في العصر الحديث، تضمن رؤيته في تلك الأحداث، وفي الفاعلين فيها وبها، وذكر معلومات توفرت له بفعل عمله الصحفي، وقد يختلف الكثيرون معه أو يتفق غيرهم، لكن يبقى في "أيدي العسكر" كتابا من أهم الجهود التي نشرت خلال الأعوام العشرة الماضية من طرف أقرب إلى الحياد وعدم الأدلجة عن تلك الفترة المهمة والحرجة من تاريخ مصر.[1]