ينقسم هذا الكتاب لأربع أقسام، يصف فيها هيكل علاقته بمبارك، فيبدأ كتابه بـ"المقالات المحجوبة"، وهي الرسائل التي كتبها هيكل عام 1982 ولم ينشرها في وقتها، وإنما نشرت عام 2008 في جريدة المصري اليوم، وهذه المرحلة يضع لها هيكل بعنوان (خليط من الأمل والشك) وفيها يشرح أسباب تأييده لمبارك ورهانه عليه، ويحلل أيضا الأوضاع في مصر والعالم وسياسيات مصر في الفترة السابقة لحكم مبارك.
ويلاحظ "في مواضع كثيرة" أن هيكل تقمص دور الأستاذ وهو يشرح لمبارك وقائع تاريخية ونظريات وكأنه -أي هيكل-يعرف أن مبارك قليل الثقافة ويحتاج شرحا تفصيلا لكل معلومة، وبعدها مرحلة (الشك يغلب الأمل) وفيها كتب هيكل مقال بعنوان "صنع القرار السياسي في مصر" والذي نشر في جريدة أخبار اليوم سنة 1986، وفيها اعتراض على سياسات مبارك بعد مرور عام على فترة حكمه، لتأتي مرحلة (خلاف كامل مع مبارك) وهنا ينشر هيكل خطابه الموجه لنقابة الصحفيين اعتراضا على القانون رقم 93 لسنة 1995 م، والذي يراه هيكل عاكسا لأزمة سلطة شاخت، وينشر محاضرته التي ألقاها في معرض الكتاب في نفس السنة 1995 والتي يعتبرها هيكل بوابة مصر إلى القرن العشرين، وأيضا يحتوي الكتاب على المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر للمحاميين العرب في باريس بعنوان (أزمة العرب ومستقبلهم)، والقسم الرابع والأخير أو كما سماه هيكل (على حافة الثورة) ويضم حوارا أجراه سنة 2009 م، مع مجدي الجلاد في المصري اليوم، وحديثا تليفزيونيا مع قناة الجزيرة حول شرعية النظام وموضوع التوريث، وفي هذه القسم نقرأ عن مشروع هيكل المسمى (مجلس أمناء الدولة والدستور) عندما اقترح تشكيل مجلس يضم المشير طنطاوي وشخصيات عامة مثل: عمرو موسى، والبرادعي، ومنصور حسن، وزويل ليضعوا دستورا يمر بالبلاد مرحلة انتقالية حددها بثلاث سنوات تجرى بعدها انتخابات على دستور جديد، وأن يكون مبارك هو الراعي لعملية انتقال السلطة كخدمة أخيرة يقدمها لمصر! تبقى عندنا رسالة "شاهد ملك" والتي أرسلها هيكل لـ"المصري اليوم" ردا على تصريحات لمصطفى الفقي.
الصحافة مثلها مثل البرلمان والقضاء والتعليم والجامعة، كل هذه المؤسسات جزء من حركة سياسية واجتماعية واحدة، لن يكون عندك قضاء مستقل إلا بجامعة مستقلة، ولن يكون عندك جامعة مستقلة إلا بسياسة واضحة، لا برلمان يمكن أن يبقى مستقلا، ولا جامعة ولا قضاء إلا إذا كانت فكرة الاستقلال موجودة عند الجميع والظروف تسمح بها، والصحافة جزء من هذا. ..............
انتخابات البرلمان ۲۰۱۰ كيف تراها وهل سيحصل الإخوان على مقاعد ؟ كل هذه تفاصيل لن تستطيع أن تصنع برلمانا إلا بحياة سياسية وإلا سيكون مثل التعيين، إذا لم تكن هناك سياسة فبر لمانك كأنه جاء بالتعيين، حتى حين تأخذ مرشحًا من الوفد فأنت تقرر من الذي ستأخذه، فالسياسة حصل لها تجريف وتفريغ، هناك سلطة وحكم من ناحية ، وناس في الصحف والأحزاب يصرخون لكن كل ذلك لا يصنع سياسة، فالسياسة يصنعها حوار خلاق ومتكافئ فيه جميع الأطراف.
طول بقاء مبارك في السلطة سيؤدي إلى فوضى أو انقلاب بمعنى أننا لا نريد أحوال فوضى، ولا أحوال انقلاب، وإنما نريد انتقالا يستطيع الرئيس «مبارك» نفسه أن يقدم به خدمة جليلة للأمة تذكرها له إلى الأبد وتشكره عليها على طول العصور. بوضوح ۱ - هناك انتقال ضروري للسلطة لخلق أوضاع تواجه عالما مختلفا. ۲ - كل ما هو مرسوم للانتقال الآن لا يؤدي إلا : إما إلى فوضى أو انفجار، لا أحد يستطيع تقدير مداه. لقد حدثت في مصر وحتى غيرها من البلاد العربية لكي نكون منصفين أحوال تفريغ من الحياة السياسية وتجريفها. فطول البقاء في السلطة مع القهر الشديد، سواء بدعاوى الأمن أو دعاوى الاستقرار، عطل تواصل الأجيال في كل نواحي الحياة في مصر. ونتيجة هذه العملية - التفريغ والتجريف - أنه لم يعد ممكنا أن يحدث انتقال سهل من رجل إلى رجل في طلب استمرار طبيعي.
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%88-%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%87-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AC%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D9%84%D9%87%D8%A7-pdf
تعليقات القراء
سياسة الخصوصية
سياسة التعامل مع الموقع
سجل إيميلك لتصلك إصداراتنا
© Tawthiq جميع الحقوق محفوظة
2025
SSL Secur