"ركّزت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، على مدى نصف قرن، بشكل ضيق على الحفاظ على الاستقرار، ومنع أي توقف لإمدادات النفط، ومنع القوى المعادية، مثل روسيا ثم الإيرانيين، من توسيع نفوذهم فيه. واحتلت جهود مكافحة الإرهاب بعد الحادي عشر من أيلول مركز الاهتمام. تحالفنا مع المستبدّين من أجل تحقيق كل الأهداف السابقة".
ويسجل أوباما انطباعاته السلبية، بعد لقائه الأول مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي يصفه بأنه "معزول عن الواقع بحكم سنه المتقدمة، وبقائه بعيداً عن الشارع، معتمداً على حاشيته"، ومثله مثل سائر المستبدين "فقد ترك لدي انطباعاً اعتدت عليه لاحقاً بالتعامل مع المستبدين المتقدمين في السن، فهم يعيشون في قصورهم فقط، وتعاطيهم مع الشارع يقتصر على ما يقوله مساعدوهم ذوو الوجوه القاسية وأصحاب الطاعة المطلقة ممن كانوا يحيطون بهم، فلم يكونوا قادرين على التفريق بين مصالحهم الشخصية وتلك المتعلقة بشعوبهم، فتصرفاتهم لم تكن محكومة إلا بهدف الحفاظ على شبكة من المحسوبين عليهم ورجال الأعمال الذي سيبقونهم في السلطة". ويعتبر أوباما أن "التحالف بين واشنطن والقاهرة والدعم السعودي والخليجي لمصر جعل الإدارات الأميركية المتلاحقة تتغاضى عن الفساد المتنامي وانتهاكات حقوق الإنسان في هذه الدولة". وعلى الرغم من ذلك كله، أصبحت القاهرة حليفاً لواشنطن إثر توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.
ويستغرق أوباما طويلاً في الحديث عن أحداث الثورة المصرية وموقفه من نظام مبارك، إذ يعتبر أنه لولا هذه الثورة لما اضطر للضغط على حليف أميركي مستبد، ويعتمد عليه مثل نظام مبارك. ويضيف: "قد لا أتمكّن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأميركيين؛ لقد زودناهم بالأسلحة وتبادلنا معهم المعلومات وساعدنا في تدريب ضباطهم العسكريين؛ وبالنسبة لي فإن السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفًا، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين، أمام أنظار العالم كله، كان ذلك خطًا لم أرغب في عبوره". ويروي أوباما بعض تفاصيل الاتصالات التي تلقاها من القادة العرب الرافضين لضغوطه على مبارك خلال الثورة ومطالبته له بالتنحّي، خاصة من العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وملك الأردن عبد الله الثاني، حيث يقول "تذكرت مكالمتي التي أجريتها مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والشاب المرهف الطباع، والمقرّب من السعوديين" و"أخبرني الشيخ محمد بن زايد أن التصريحات الأميركية بشأن مصر كانت محل متابعة عن كثب في دول الخليج، وبقلق متزايد. ماذا سيحدث إذا دعا المتظاهرون في البحرين الملك حمد إلى التنحي؟ هل ستصدر الولايات المتحدة بياناً مشابهاً لما أصدرته بشأن مصر؟". ورد أوباما: "أخبرته أنني آمل أن أتمكّن من العمل معه ومع الآخرين لئلا أضطر إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين واحتمال حدوث صدامات عنيفة بين الحكومات وشعوبها". لكن بن زايد حذّر أوباما من أنه "إذا انهارت مصر وتولى الإخوان المسلمون السلطة، فهنالك ثمانية قادة عرب آخرين قد يسقطون"[1]
يغطي الكتاب الضخم الذي يتكون من 768 صفحة، وقائع سياسية مختلفة جداً، وكان ما يهمني منها كقارئ هو ما قاله بخصوص الفترة المضطربة في العالم العربي، التي باتت تعرف بـ«الربيع العربي». وأهم ملاحظة كانت أن أوباما في هذه المسألة بالذات يكتب من منظور محلل سياسي، يحكي القصة بعد مرور الوقت الكافي، وليس كراوٍ أمين للتاريخ. فهو يشير لانطباعاته الشخصية السلبية، بعد لقائه الأول مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وحكم بأن الرجل «معزول عن الواقع بحكم سنه المتقدمة، وبقائه بعيداً عن الشارع، معتمداً على حاشيته»، وتوقع بالتالي أن ذلك الوضع لا يمكن أن يستمر، وقرر التحرك لمساعدة المطالبين بالتغيير. هذا طبعاً وصف غير أمين وليس دقيقاً. فالمتابعون لتاريخ المنطقة السياسي يدركون تماماً أن شرارة التغيير الفوضوي انطلقت مع حقبة جورج بوش الابن، والمحافظين الجدد في إدارته، ومشروع «الفوضى الخلاقة» الذي أطلقته وزيرة الخارجية حينها كوندوليزا رايس، وكانت إحدى نتائجه غزو العراق بحجة نشر الديمقراطية (وفيها تم التعاون والتنسيق مع إيران، حتى لا تعترض وعملاؤها في العراق على غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين).
ولعل الخطاب المهين الذي ألقاه جورج بوش الابن، في شرم الشيخ، خلال مؤتمر السلام العالمي، وانتقد فيه بعنف السياسة المصرية، لدى نظام الرئيس مبارك الذي انسحب من القاعة محتجاً، أظهر ملامح الوجه القبيح لمشروع «الفوضى الخلاقة». ولم يزر حسني مبارك واشنطن بعدها أبداً. واستبشر مبارك بانتخاب أوباما، وحرصه على زيارة القاهرة وتوجيه خطاب للعالم الإسلامي من جامعتها، إلا أنه توجس حينما علم عن إصرار أوباما على عدم حضور مبارك للخطاب. ثم التقى الرجلان في لقاء جاف وبارد، كان وداعياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كان باراك أوباما «يكمل» الفوضى الخلاقة، وكانت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تطلق برنامج «الديمقراطية والتنمية»، وهو برنامج ربط تحرير الشعوب عبر استخدام التقنية الحديثة في أحد توجهاته.[2]
كشف الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في كتابه الجديد "الأرض الموعودة"، الذي يتناول فيه مذكراته خلال توليه الرئاسة، أسباب التناقض في تعامل إدارته مع الاحتجاجات التي شهدتها مصر والبحرين عام 2011، وموقف ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد من التصريحات الأمريكية ورؤيته للوضع آنذاك. وأشار أوباما إلى الاحتفالات في مصر بعد تنحي حسني مبارك عن السلطة، وقال: "كنت أعلم أنه ورغم كل أجواء الاحتفالات والتفاؤل، فإن الانتقال في مصر كان مجرد بداية صراع من أجل روح العالم العربي، الكفاح الذي بقيت نتائجه بعيدة عن اليقين".
وأضاف: "تذكرت محادثة أجريتها مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مباشرة بعد أن طالبت مبارك بالتنحي. شاب، محنك، قريب من السعوديين، وربما أذكى زعيم في الخليج، لم يُنمق الكلمات في وصف كيفية تلقي الأخبار في المنطقة".
وتابع أوباما بالقول: "أخبرني محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج، بقلق متزايد. ماذا سيحدث لو دعا محتجون في البحرين الملك حمد للتنحي؟ هل ستصرح الولايات المتحدة بالتصريحات نفسها التي صرحت بها عن مصر؟".
ورد أوباما: "أخبرته أنني أتمنى العمل معه ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها". ونسب أوباما إلى محمد بن زايد قوله إن "الرسالة العلنية لا تؤثر على مبارك، كما ترى، لكنها تؤثر على المنطقة".
وأضاف أوباما أن محمد بن زايد حذر من أنه "إذا سقطت مصر وتولى الإخوان زمام الأمور، فقد يسقط 8 قادة عرب آخرون"، وتابع أوباما: "ولهذا انتقد بياني، إذ قال إنه يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل. كان صوته هادئا وأدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا. ومهما حدث لمبارك، فإن النظام القديم لم يكن لديه نية للتنازل عن السلطة دون قتال".[3]
تحدث أوباما في مذكراته على النفوذ الأمريكي في مصر، وحرص أمريكا على أن يحكمها نظام مستقر (بغض النظر عن كون هذا النظام ديمقراطيا أم استبداديا)، وحرص القادة العرب أيضا، وخصوصا في الخليج، وكذلك الكيان الصهيوني، على جعل مصر دولة نموذج للاستبداد حتى لا تتهدد عروشهم، وبدا ذلك جليا في خوفهم المفرط من سقوط نظام مبارك.
أوباما ذكر، ضمن حديثه عن موقف بن زايد من السياسة الأمريكية تجاه الثورات العربية، أن محمد بن زايد حذره من أن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر يهدد بسقوط ثمانية قادة عرب آخرين.. وأن "بن زايد" أخبره أن "التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج"!!
بخلاف موقف بن زايد، كشف أوباما، موقف عدد من قادة الشرق الأوسط إزاء الاحتجاجات التي شهدتها مصر عام 2011 وأطاحت بنظام حسني مبارك.
وقال أوباما في كتابه "الأرض الموعودة": "قادة المنطقة أرادوا أن يعرفوا لماذا لم ندعم مبارك بقوة، فقد أصر نتنياهو (بيبي كما يسميه) على أن الاستقرار وبقاء نظام الحكم في مصر هما المسألتان الأكثر أهمية، وإلا "فسترى إيران هناك خلال ثانيتين"، على حد تعبيره.
أما العاهل السعودي الملك عبدالله فكان أشدّ تحذيرًا، فقد رأى أن "انتشار الاحتجاجات في المنطقة يمثل تهديدا وجوديا للعائلة الحاكمة التي سحقت أي شكل من أشكال المعارضة الداخلية لوقت طويل".
وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علناً إلى التنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه "لو كان شاباً مصرياً، لربما كان هناك بين المتظاهرين".
ورد أوباما على الانتقادات التي وجهت إليه وعدّته منافقًا، لأنه أقنع رئيس مصر الراحل حسني مبارك بالتنحي في مواجهة احتجاجات عام 2011 بينما تساهل مع البحرين، وهي قاعدة رئيسية للقوات الأميركية، وهي تقمع تظاهرات الاحتجاج لديها.
قال أوباما بهذا الشأن، وهو يشير إلى الاحتفالات في مصر بعد تنحي حسني مبارك عن السلطة: "كنت أعلم أنه ورغم كل أجواء الاحتفالات والتفاؤل، فإن الانتقال في مصر كان مجرد بداية صراع من أجل روح العالم العربي، الكفاح الذي بقيت نتائجه بعيدة عن اليقين".
وأوضح أنه اتخذ موقفاً من تظاهرات البحرين مخالفاً لموقفه من نظيرتها في مصر؛ لأن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حذّره من أن يحذو مع ملك البحرين حمد بن عيسى، حذوه مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك. وبرر تناقضه في التعامل بين مصر والبحرين التي تضم قاعدة عسكرية أمريكية بالقول: "لم تكن لدي طريقة رائعة لشرح التناقض الواضح، بخلاف الاعتراف بأن العالم كان في حالة فوضى وأنه لدى ممارسة السياسة الخارجية كان عليَّ أن أواصل الموازنة بين المصالح المتنافسة".
كشف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن تفاصيل زيارته إلى مصر في عام 2009 والخطاب الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة.
يقول أوباما:كان في القاهرة يومئذ 16 مليون ساكن، لكننا لم نر أياً منهم ونحن نتحرك في الشارع، مضيفاً: "كانت الشوارع الشهيرة بأنها دائما مزدحمة خالية من الناس لأميال، باستثناء ضباط الشرطة المنتشرين في كل مكان، وهو مشهد يعكس القبضة الأمنية غير العادية للرئيس المصري حسني مبارك على بلاده".
وحول الإصلاحات الاقتصادية وحقوق الإنسان في مصر، قال أوباما: "مدفوعا بالمساعدة ليس فقط من الولايات المتحدة الأمريكية ولكن من السعوديين أيضا وبقية دول الخليج الغنية بالنفط، لم يشغل مبارك نفسه بإجراء إصلاحات باقتصاد بلاده الراكد، ما خلف جيلا كاملا من المصريين غير القادرين على إيجاد عمل".
ووصف أوباما زيارته إلى قصر القبة حيث اجتمع مع الرئيس المصري السابق لمدة ساعة، وقال الرئيس الأمريكي السابق عن الاجتماع: "بعد أن تحدثت معه حول الاقتصاد المصري وتقديم اقتراحات لدفع عجلة عملية السلام بين العرب وإسرائيل، طرحت قضية حقوق الإنسان".
وتابع أوباما قائلا: "اقترحت خطوات من شانها أن تؤدي إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة، لكنه كان يتحدث بلغة إنجليزية مفهومة رغم أنها كانت مصبوغة باللهجة (المصرية)، حرف مبارك بأدب مسار مخاوفي، وأصر على أن قواته الأمنية تستهدف الإسلاميين المتطرفين فقط مشيرا إلى أن الشعب المصري يؤيده موقفه الحازم بهذا الشأن".
وعن الانطباع الذي تركه له مبارك، قال أوباما إن الرئيس المصري السابق كان يتبع نفس النهج تقريبا الذي اتبعه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن توقيع سلفه أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل جعلت مصر حليفة للولايات المتحدة ودفعت واشنطن إلى صرف النظر عن سياسات حكومة القاهرة التي كانت تتسبب في تزايد الفساد وتفاقم سجل حقوق الإنسان ومعاداة السامية.
كما تطرق أوباما إلى خطابه الشهير في جامعة القاهرة الذي استهله بالتحية الإسلامية "السلام عليكم"، متحدثا عن فارق مدهش بين خلو شوارع القاهرة من الناس واكتظاظ القاعة الجامعية بالحاضرين الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف شخص.
وأكد أن إدارته ضغطت على السلطات المصرية ليُلقى هذا الخطاب الذي وصفه بحدث فريد أمام شريحة واسعة من المجتمع، بما في ذلك طلبة وصحفيون وعلماء وقادة منظمات نسائية ونشطاء، بالإضافة إلى رجال دين بارزين ورموز في جماعة "الإخوان المسلمين"، كما تم بث الخطاب عبر التلفزيون.
وذكّر أوباما باستجابة الجمهور الفورية عندما صعد إلى المنصة وألقى التحية الإسلامية، مضيفا: "كنت حريصا على توضيح أنه ليس هناك أي خطاب سيحل المشاكل الراسخة.. لكن مع استمرار الهتافات والتصفيق والتأييد لحديثي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتسامح الديني والحاجة إلى سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل آمنة ودولة فلسطينية مستقلة، كان بإمكاني حينها أن أتخيل بداية شرق أوسط جديد".
وأوضح الرئيس السابق أنه لم يكن من الصعب لديه في تلك اللحظات تصور "واقع بديل يقوم فيه الشباب الحاضرون في تلك القاعة بإقامة مشاريع وبناء مدارس جديدة وقيادة حكومات مسؤولة وفعالة والبدء بإعادة تصور إيمانهم"، مضيفا: "ربما كان بإمكان المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى الجالسين في الصف الثالث تخيل نفس الصورة أيضا".
وأقر أوباما بأن ذلك الخطاب تحول لاحقا إلى سلاح في أيدي منتقديه، نظرا للتطورات الدراماتيكية التي مر بها الشرق الأوسط منذ ذلك الحين، مؤكدا أن عددا من الأسئلة لا تزال مستمرة لديه، وتساءل بشأن ماهية جدوى وصف ما ينبغي أن يكون عليه العالم عندما تكون الجهود المبذولة من أجل تحقيق هذا العالم مصيرها الفشل، وما إذا كانت التوقعات المرتفعة تسببت في إحباط المصريين.
وعن النفوذ الأمريكي في مصر، قال أوباما وهو يتحدث عن الشأن السوري في مذكراته: "كانت سوريا خصمًا قديمًا للولايات المتحدة، متحالفة تاريخيًا مع روسيا وإيران، فضلاً عن كونها داعمة لحزب الله. وبدون النفوذ الاقتصادي أو العسكري أو الدبلوماسي الذي كنا نملكه في مصر، فإن الإدانات الرسمية لنظام الأسد التي قدمناها (وفرضنا لاحقًا الحظر الأمريكي) لم يكن لها تأثير حقيقي".
رسم أوباما صورة لبذخ حكام الخليج - أو لنقل سفههم- مقابل وجود فقر مدقع في أوساط الشباب العرب والمسلمين، ومنهم المصريون، حيث خصهم بالذكر مع شباب دول أخرى عندما تحدث في هذا الموضوع.
بعد لقائه الملك عبدالله في زيارته للسعودية عام 2009، عاد أوباما إلى جناحه مع فريقه لاستكمال كتابة خطاب القاهرة. وإذ به يجد بانتظاره حقيبة تحوي “عقدًا طوله يعادل نصف طول سلسلة الدراجة الهوائية مزينًا بياقوت ولآلىء تُقدّر قيمتها بمئات آلاف الدولارات ومعه خواتم وأقراط تليق به”. سارع أحد الحاضرين إلى إخبار أوباما أن أعضاء الوفد الأميركي وجدوا في غرفهم ساعات باهظة الثمن متروكة لهم أيضًا. علّق أوباما قائلًا إن أحدًا على ما يبدو لم يبلّغ السعوديين أنه ممنوع على الوفد الأمريكي تلقي الهدايا. هذه الحادثة أثارت في ذهن أوباما، وفق زعمه، مسألتين: الأولى تتصل بعدد القادة الآخرين الذين لا يوجد ما يحول دون تلقيهم هدايا مماثلة، وكذلك بما يمكن أن يكونوا قد حصلوا عليه أثناء زيارة المملكة. والثانية ترتبط بعدد الشباب المسلمين في جوار السعودية من اليمن إلى مصر والعراق والأردن وصولًا إلى أفغانستان وباكستان، الذين لن توازي أجورهم مدى الحياة قيمة العقد الذي بين يديه، ليستخلص: "انشر التطرف بين 1% فقط بين هؤلاء الشباب وسيكون لديك جيش من نصف مليون شخص جاهزين للموت سعيًا للمجد الأبدي، أو ربما لتذوق شيء أفضل فقط".[4]
[2] جريدة الشرق الأوسط الكاتب جسن الشبكشي https://aawsat.com/home/article/2642956/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%B4%D9%8A/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A6%D8%A9
[3] جريدة الشرق الأوسط مقال بعنوان: أوباما يكشف أسباب التناقض في تعامله مع احتجاجات مصر والبحرين ومكالمة محمد بن زايد
بتاريخ 19/11/2020 https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2020/11/19/obama-promised-land-mbz-egypt-bahrain
[4] المركز المصري للاعلام EMC رابط @T.ME/EGYC4M
تعليقات القراء
سياسة الخصوصية
سياسة التعامل مع الموقع
سجل إيميلك لتصلك إصداراتنا
© Tawthiq جميع الحقوق محفوظة
2025
SSL Secur