اعتمد نجاح الكثير من الثورات التاريخية على وجود قائد تتبعه الجماهير، ولكن في ثورتنا المصرية وغيرها من ثورات الربيع العربي كانت الفكرة هي القائد والرمز والمحرك؛ ولذا كان عنوان هذا الكتاب: الثورة 2.0، أو المفهوم الجديد للثورة.
عندما ظهر وائل غنيم على التلفزيون فور الإفراج عنه وتحدث بعفوية وإخلاص وبكى بحرارة على الذين استشهدوا في أنحاء مصر حرك مشاعر الملايين في مصر وخارجها وزاد من تعاطفهم مع أهداف الثورة النبيلة. ومنذ ذلك اليوم واصل وائل غنيم دوره - الذي بدأ قبل الثورة بأشهر - في الحشد والعمل لبناء مستقبل أفضل لمصر.
وقد استغرق وائل عدة أشهر في كتابة ومراجعة وتدقيق معلومات هذا الكتاب ليحاول بكل صدق أن يكتب ما يعرفه وما عايشه، وليكون الكتاب توثيقا موضوعيا لفترة ملهمة وهامة في تاريخ الثورة المصرية وإضافة للمكتبة العربية، كما نأمل أن يكون أيضا دليلاً لشباب الغد.
يسرد هذا الكتاب وقائع وأحداث التي سبقت لثورة 25 يناير 2011، من خلال معايشة الكاتب لها. وتبرز أهمية الكتاب في أن مؤلفه كان أحد النشطاء المحركين لفكرة الثورة، من خلال حملة بثها على صفحة كلنا خالد سعيد بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وتجاوب معها الآلاف من الشباب.
أثناء تصفحي الفيسبوك يوم ٨ من يونية ٢٠١٠ فوجئت بصورة تظهر على حائطي الشخصي وضع أحد أصدقائي رابطا لها من صفحة الدكتور أيمن نور؛ رئيس حزب الغد والمرشح الرئاسي السابق في انتخابات ٢٠٠٥ . تُظهر هذه الصورة وجها مشوها لشاب متوفى في العشرينيات من عمره الدماء متناثرة على وجهه، وبقعة كبيرة من الدماء خلف رأسه المُلقى على قطعة من الرخام. جثة الشاب كان بها قطع واضح في الشفاه وفكّه مكسور، وكانت إحدى أسنانه الأمامية مفقودة. كانت الصورة شديدة الفظاعة وظننت لأول وهلة أنها صورة لشاب مصاب في إحدى الحروب، لكنني دخلت لصفحة الدكتور أيمن نور لأجده قد كتب قصة الشاب خالد محمد سعيد؛ الذي تم ضربه حتى الموت في أحد شوارع الإسكندرية يوم ٦ من يونية منقبل اثنين من مخبري المباحث.كان أول رد فعل لي هو الإنكار؛ لم أتوقع أن أحدا يمكن أن يفعل
قررت ألا أقف موقف المتفرجين على هذا الظلم، وأن أكون واحدا من هؤلاء الذين سينادون بتحقيق العدالة في قضية خالد، وأن أستخدم كل ما أملك من خبرة في تحويل هذه القضية لقضية رأي عام، واستخدامها لإظهار الممارسات الفاسدة لوزارة الداخلية؛ الذراع اليمنى الباطشة للنظام المصري القمعي
كانت الاستراتيجية الأساسية للصفحة هي - حشد التأييد الشعبي للقضية، وهذا لم يكن مختلفا عما تعلمته عن التسويق من خلال دراستي. أولا، البداية تكون بإقناع الناس بالاشتراك في الصفحة وتلقي رسائلها؛ ثانيًا، التفاعل بالإعجاب بهذا المحتوى أو التعليق عليه؛ ثالثًا، المشاركة في حملات التضامن على الإنترنت وحتى المشاركة بمحتواهم الخاص على الصفحة؛ رابعا وأخيرا، وبعد كل هذا الحشد أن يقرر الناس أن يأخذوا هذا النشاط للشارع. كان هذا هو غاية ما نبحث عنه.
التركيز على المواهب يصقلها ويجعلها تشعر بسعادة حينما ترى إنتاجها يتجاوب معه الآلاف من أعضاء الصفحة؛ ولذا قررت إنشاء موقع متخصص أجمع فيه هذا الإنتاج من الأشعار والمقالات والتصميمات حتى لا تضيع مع الوقت وأسميته «الشهيد».(http//:elshaheeed.org)استعنت بشاب اسمه عمر و القزاز لإدارة الموقع. عمر و هو شاب في الحادية والعشرين من عمره، مدوّن نَشِط أُلقي القبض عليه من قبل أمن الدولة سابقا بسبب تغطيته لأحداث المظاهرات أثناء الانتخابات. لم يكن عمر و يعرفني ولم نلتق من قبل، ولكن رسالته لبريد الصفحة و مدونته ساعدتني على اتخاذ قرار الثقة به. قال إنه سيتواصل معي البريد الإلكتروني واتفقنا أنه لن يسعى بأي شكل للتعرف على شخصيتي الحقيقية، وأعرب عن حرصه على المساعدة. مهمته في الموقع كانت تجميع كل القصص الإخبارية، وأشرطة الفيديو، والصور، أو حتى الأشعار التي من شأنها أن تركز على قضية خالد. كانت مشيئة الله أن أتعرف على عمرو وقتها استعدادًا لدور حيويعبرسيلعبه عمرو في الصفحة وفي الثورة في وقت لاحق.
.https://foulabook.com/ar/author/%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%BA%D9%86%D9%8A%D9%85
تعليقات القراء
سياسة الخصوصية
سياسة التعامل مع الموقع
سجل إيميلك لتصلك إصداراتنا
© Tawthiq جميع الحقوق محفوظة
2025
SSL Secur