التوثيق للمسـتقبل

documentING For future

مجزرة رابعة

إصدار خاص 

 

لقد كانت الثورة المصرية - وما واكبها من ثورات الربيع العربي- حدثًا مفصليًا في تاريخنا المعاصر، ترتبت عليه مسارات ومنطلقات وتحولات شتى، وتباينت حوله التقييمات والرؤى، وكثرت الشهادات والكتابات من مناظير متعددة. وكانت للكبوة التي حلت بالثوار- وانتهت بانتصار مرحلي للثورات المضادة، واغتصابها أدوات السلطة والمال والإعلام - آثارها الواضحة، حيث بذلت جهود كبيرة لتغييب كثير من وقائع الثورة، وتزييف كثير من أحداثها وأهدافها، وقديمًا قيل: ويل للمهزومين حين يكتب تاريخهم المنتصرون!

إن تصحيح التاريخ الزائف، وحفظ الوقائع الصحيحة، وتنشيط الذاكرة الثورية؛ ضرورة يقتضيها العدل الذي قامت عليه السموات والأرض، وحق لأجيال قضت بين شهيد وطريد، وعشرات الألوف من أبنائها يعانون محنة السجون والمعتقلات. ووسيلة لإضاءة الطريق المعتمة أمام أجيال قادمة تحمل أمل التغيير، وحلم الحرية والعدالة الاجتماعية,

ولا شك أن التأريخ لهذه الثورة، وتصحيحه، ومراجعة أدوار شركائهاليس شأن فريق واحد من أبنائها، بل هو شأن الشعب الذي صنعها، وحق أصيل له. فالثورة ملك له، وإكمال رسالتها واجب عليه.  لذا فإننا حين نطلق هذه المنصة نرجو أن نكون قد أسهمنا بجزء من ذلك العمل النبيل، وقد مهدنا السبيل لجميع شركاء الثورة في إمدادنا بما يحتاجه التوثيق لها، وما يستلزمه صحيح مسارها توطئة لجولاتها القادمة..

فيا كل أبناء الثورة وصناعها هذه محاولة لتوثيقها، ومراجعة لمسيرتها، ودعوة لاستكمال طريقها، وتحقيق أهدافها، ونحن نرحب بمشاركاتكم وجهودكم.

 

 

 

أول الدم.. ورقة ٌ

ورقة رديئة الطباعة، سيئة الصياغة انتشرت في أنحاء مصر بأيدي صُبية لا يعلمون عنها أكثر مما كتب ذُلّت لهم في جهل مغطى باسم التمرد. فيها، ذهبوا إلى الأسواق وأماكن التجمهر وطلبوا التوقيعات وبينما الإعلام يغذي ذلك كله ويروّج له، أصبح "30 يونيو" كيوم زينة سحرة فرعون.. وتشتتوا -كقلوبهم- في الأهداف، فمنهم من طالب بانتخابات رئاسية مبكرة وآخر ينادي بسقوط الرئيس المريد له. "الإسلامي" وثالث لا يعلم ماذا يريد أو بالأحرى ماذا يريد ونشأت التحالفات والجبهات المتباينة خاوية المعنى والمضمون استعدادًا لليوم المشهود. حُاك ضد الوطن وكرامته وقرروا الحشد مبكرًا فهم الإسلاميون وكثير من الأحرار والشرفاء حجم المؤامرة التي تُحاك في ميدان رابعة العدوية. وجاء "30 يونيو" محملًا بالمؤامرة التي تكشفت خيوطها جلية في "3 يوليو". ولعب الإعلام المصري دوره المضلل - كعادته- في تهميش معتصمي رابعة من المشهد وتصوير بقية المعتصمين (في التحرير والاتحادية) بطائرات تابعة للجيش في لقطات بالغت في أعداد المتواجدين فعليًا. وتدافعت الحشود على ميدان رابعة بعد عزل واختطاف الرئيس محمد مرسي لتؤكد على وقوفها مع الشرعية والحق ولا قبول أو تفاوض مع الانقلاب العسكري وحكومته. وبدأت لعبة الشائعات وبث المعلومات المزيفة لتفريق الناس من حول رموز الاعتصام، ومن جهة أخرى تم اعتقال الكثير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبقية الأحزاب الإسلامية، وكان لذلك رد فعل أقوى في ثبات المعتصمين وزيادة أعدادهم، حتى أن أماكن الاعتصام اتسعت بين ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وأمام الحرس الجمهوري وظهرت أماكن جديدة للاحتجاج كميداني مصطفى محمود والألف مسكن فضلًا عن ميادين رئيسية في المحافظات.

......... أكمل القراءة من الكتاب مباشرة

يمكنك تنزيل الكتاب بالنقر هنا

تعليقات القراء

الأسم
الايميل
عنوان الموضوع *
التعليق *
أرفق ملفات

Max file size (Mb): 10