التوثيق للمسـتقبل

documentING For future

مجزرة رابعة

إصدار خاص 

 

لقد كانت الثورة المصرية - وما واكبها من ثورات الربيع العربي- حدثًا مفصليًا في تاريخنا المعاصر، ترتبت عليه مسارات ومنطلقات وتحولات شتى، وتباينت حوله التقييمات والرؤى، وكثرت الشهادات والكتابات من مناظير متعددة. وكانت للكبوة التي حلت بالثوار- وانتهت بانتصار مرحلي للثورات المضادة، واغتصابها أدوات السلطة والمال والإعلام - آثارها الواضحة، حيث بذلت جهود كبيرة لتغييب كثير من وقائع الثورة، وتزييف كثير من أحداثها وأهدافها، وقديمًا قيل: ويل للمهزومين حين يكتب تاريخهم المنتصرون!

إن تصحيح التاريخ الزائف، وحفظ الوقائع الصحيحة، وتنشيط الذاكرة الثورية؛ ضرورة يقتضيها العدل الذي قامت عليه السموات والأرض، وحق لأجيال قضت بين شهيد وطريد، وعشرات الألوف من أبنائها يعانون محنة السجون والمعتقلات. ووسيلة لإضاءة الطريق المعتمة أمام أجيال قادمة تحمل أمل التغيير، وحلم الحرية والعدالة الاجتماعية,

ولا شك أن التأريخ لهذه الثورة، وتصحيحه، ومراجعة أدوار شركائهاليس شأن فريق واحد من أبنائها، بل هو شأن الشعب الذي صنعها، وحق أصيل له. فالثورة ملك له، وإكمال رسالتها واجب عليه.  لذا فإننا حين نطلق هذه المنصة نرجو أن نكون قد أسهمنا بجزء من ذلك العمل النبيل، وقد مهدنا السبيل لجميع شركاء الثورة في إمدادنا بما يحتاجه التوثيق لها، وما يستلزمه صحيح مسارها توطئة لجولاتها القادمة..

فيا كل أبناء الثورة وصناعها هذه محاولة لتوثيقها، ومراجعة لمسيرتها، ودعوة لاستكمال طريقها، وتحقيق أهدافها، ونحن نرحب بمشاركاتكم وجهودكم.

 

شهادتي

د. جمال عبد الستار

يمكنك تنزيل الكتاب بالضغط هنا

 

ملخص ومقدمة

  • الملخص العام
  • "رابعة العدوية: ملحمة الإيمان والمقاومة"

    "شهادة من قلب رابعة: قصة كفاح وعطاء"

    "المنعطف التاريخي: بين الأمل والخيانة"

     

     
  • السياق التاريخي:
    • يتناول الكاتب د. جمال عبد الستار الفترة الزمنية التي خاض فيها الشعب المصري إنتخابات حرة لاختيار أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير 2011  والتي تعتبر مهمة للأمة.
    • يشير إلى النضال الشديد من أجل تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان خلال هذه الفترة.
  • القيم الإسلامية:
    • يتحدث عن كيفية دمج التعاليم الإسلامية مع المبادئ الديمقراطية الحديثة وحقوق الإنسان.
    • يسلط الضوء على الجهود المبذولة لتحقيق التوازن بين القيم الدينية والمبادئ الحديثة.
  • النضال السياسي:
    • يتناول التحديات التي واجهها الإسلاميون الذين تولوا المسؤولية عبر الوسائل الديمقراطية.
    • يشير إلى المعارضة التي واجهوها من قوى داخلية وخارجية.
  • الأهمية الرمزية لميدان رابعة العدوية:
    • يعتبر هذا الميدان وأحداثه لحظة محورية في تاريخ الأمة.
    • يمثل رمزًا للنضال والتحديات التي واجهتها الأمة المصرية في سبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
  • الانتخابات الديمقراطية:
    • في فترة ثورة 25 يناير 2011 وتحديدا في يونيو 2012، تمكن الإسلاميون من الوصول إلى الحكم عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة.
    • كان ذلك لحظة تاريخية هامة، حيث أظهرت قوة العملية الديمقراطية والإرادة الشعبية.
  • الانقلاب العسكري:
    • تم تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيًا د. محمد مرسي.
    • هذا الانقلاب أدى إلى تغيير السلطة وتأثيرات سلبية على الأمة.
  • مذبحة رابعة العدوية:
    • الكاتب يوثق لأحداث مذبحة رابعة العدوية، حيث تم قتل واعتقال العديد من المعتصمين السلميين.
    • كانت هذه الأحداث مأساوية وأثرت بشكل كبير على الوضع السياسي وحقوق الإنسان.
  • التوثيق الإعلامي:
    • رغم التعتيم الإعلامي، عمل المعتصمون على توثيق الأحداث باستخدام طائرات بدون طيار وأجهزة بث.

كانت هذه الجهود مهمة لنقل الحقيقة والتوعية العامة وإثبات الحقائق.

 

مقدمة:

 

الحمد لله الذي خلق كل شيء بقدر، وجعل قدر المؤمن كله له خيرًا، وليس ذلك إلا للمؤمن، الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكًا بطاعته، وجعل الملوك عبيدًا بعصيته.. وبعد، أمام منعطف تاريخي من منن الله علينا أن كنا شهودًا على فترة من عمر الأمة، نعيش فيها إحدى منعطفاتها التاريخية، إذ ظلت الأمة لعقود طويلة يزايد عليها من ابنها المغترب! وعدوها المرتبص، فيما يتعلق بالانسجام مع المواثيق العالمية والقيم الإنسانية العليا الحاكمة، من حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من العناوين الرباقة.. ثم إن مجتهدي الأمة الثقات أحدثوا حالة من المزاوجة بين تعاليم الإسلام والإنسانية.. فالقرآن في أساسه كتاب للإنسانية كلها على مر تاريخها.. والرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث ليتم مكارم الأخلاق.. وأتت اللحظة الفاصلة.. حيث وصل الإسلاميون بما يحملونه من مرجعية إسلامية لإصلاح الحياة والأنفوس إلى سدة الحكم، وكان وصولهم وفق الآليات الديمقراطية الإنسانية العالمية! ووفق انتخابات برلمانية، ورئاسية، وشورى، واستفتاء على منهجية ودستور، شهدت بنزاهتها الدنيا بأسرها، وفاقت - في مشاركة الجماهير ونزاهة التنفيذ والإدارة - دول مارست آليات التصويت والاختيار الديمقراطي قرونًا، حيث أقبل الشعب بعد طول هجر، وشارك بعد طول إحجام، فقد تلألأ أمل الحرية أمام عينيه، والح في نظريه، فأخذ يتحمل مصاعب الزحام، وطول الانتظار، فرحًا بعودة وطنه له، وعودته لوطنه، فها هو - حقيقة لا حلم - يشارك في صنع القرار، واختيار الأطهار، ها هو حر الإرادة، يستشعر في وطنه السيادة والريادة. أقبل الشعب بعد أن تخلص من ديكتاتورية وفساد، تخلص من مهانة واستعباد، تخلص من غربة وطن وإهدار كرامة، تخلص من إحباط قاتل، ويأس خانق.

الخديعة الكبرى: انقلاب المتشدقين بالديمقراطية

ولكن المتشدقين بالديمقراطية وحقوق الإنسان من بني جلدتنا ومن الغرب المتآمر الحاقد، أبوا إلا أن ينقلبوا على كل ما نادوا به من احتكام للديمقراطية والمواثيق العالمية، فلما فشلوا في اعتلاء البلد والسيطرة على العباد بآليات صنعوها، وآلهة من دون الله عبدوها، وحينما أدركهم العذاب التهموها، ولم يثق الشعب في منهجهم، ولم يؤيد طريقتهم، ولم ينخدع بمبعوث كاذب، وبريق شعاراتهم، كشفوا عن وجههم السافر، وانقلبوا على آلياتهم، وكفروا بديمقراطيتهم التي طالما تغنوا بها، ونكصوا على أعقابهم، ونادوا بدولة عسكرية بعد أن صدعوا رؤوس الخلق بالمدنية.. هدموا ما بناه الشعب واحتقروا خياراته.. هدموا بناء الحرية الجديد، وأزالوا صرحًا قضى من أجله الآلاف بني جريح وشهيد، فتآمروا مع نظام القمع القديم وسلاح العسكر الأثيم، فأهدروا كرامة الشعب، وانقلبوا على إرادته، فأعلنوا إلغاء كل إجازات، فال قيمة للشعب، واختاروا من بينهم رئيسًا، واختطفوا رئيس الشعب، وزوروا دستورًا، وعطلوا دستورًا اختاره الشعب!! وألغوا حكومة وعينوا أنفسهم حكام الشعب!! ورسموا طريقًا عوجًا وأهدروا طريقًا رضيتْه الأمة!! وقاموا بأسوأ منهجية إقصاء في التاريخ، فقتلوا المخالفين، واعتقلوا المعارضين، وكمموا أفواه المواطنين، وفزعوا الآمنين، وعسكروا الشوارع والميادين، والحقيقة أنهم لا يرضون بالإسلام حكما، ولا يرضون ممن يحملون الإسلام منهجًا أن يحكموا، وأثبتوا أن شعاراتهم كانت زائفة جوفاء، هدفها إخراج الإسلام وأهله من السلطة والحكم والتوجيه للحياة.. هم لا يقبلون بهوية الإسلام ويحاربون منهجيته، ويكرهون سمته ويأنفون من مظاهره،

مواجهة الاستبداد: الاعتصام في رابعة العدوية

عادت المعركة لأصلها: بعد أن فشل أعداء الإسلام في الوصول إلى الحكم بالطرق الديمقراطية، لجأوا إلى الانقلاب العسكري، ما أعاد الصراع إلى جوهره الحقيقي، وهو مواجهة بين الحق والباطل، وبين قوى الخير والشر.

معركة القلوب والعقول: يصف الكاتب المعركة بأنها معركة بين القلوب والنفوس، فمن ناحية نجد قوى الخير التي تسعى إلى الحرية والعدالة، ومن ناحية أخرى نجد قوى الشر التي تسعى إلى القمع والاستعباد.

رابعة العدوية: اختيار رباني: يرى الكاتب أن اختيار ميدان رابعة لل الاعتصام لم يكن عشوائيًا، بل كان اختيارًا موفقًا حمل دلالات إيمانية ورمزية كبيرة.

زمان مبارك يعود: يعتبر الكاتب أن الانقلاب العسكري أعاد مصر إلى زمن الرئيس السابق مبارك، الذي اشتهر بالاستبداد والفساد.

واجب شرعي ووطني: يرى الكاتب أن الاعتصام في رابعة العدوية كان واجبًا شرعيًا ووطنيًا لحماية مكتسبات الثورة ومواجهة الظلم والفساد.

رمز عالمي للمقاومة: تحولت رابعة العدوية إلى رمز عالمي للمقاومة ضد القمع والاستبداد، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والكرامة.

ما هذه اللوحة الإيمانية الرائعة؟

إنه الزمن الذي يصل فيه الرقي الإيماني أعلى درجاته، وتستشرف فيه النفس البشرية معارج القبول، ومسالك الهداية، في أعظم زمن وأفضله على مر العام، ولم يكن ذلك بتصور سابق، أو بتخيل مبدع، أو بإبداع خطط، ولكنه الله الذي يصنع لأمته (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا)... سورة الأنفال:42.

(الثمان وأربعون يومًا) من الإعداد والتغيير

إنها مدة (الثمان وأربعين يومًا) التي جعلها ربي ميقاتًا لإعداد أمة جديدة، وإعداد فتيان آمنوا بربهم وزادهم هدى، أعدهم سبحانه، لا ليموتوا في الكهف سنين عددًا بل لينطلقوا في الأرض سنين عددًا، فسبقوا توقعات الخبراء المربين، وكسروا حاجز الزمن بعشرات السنين..

رابعة العدوية: خيمة ربانية

هذا المكان لم يكن مجرد ساحة للاعتصام، ولكنه كان خيمة ربانية عجيبة، عجيبة في كل شيء، عجيبة في مكوناته البشرية، وتحولاته النفسية، وأجوائه الإيمانية، وروعة تنظيمه، وعظمة أخلاقه، ورابطته الاجتماعية، وآفاقه المثالية.

شهادة عيان

من قلب رابعة أتحدث.. علي بنعمة الغرس في رابعة، عن رابعة أتحدث من الداخل، فقد من الله لأحتل زهرة في بستانها، أو كلمة في كتابها، أو بيتًا في قصيدتها، أو إيقاعًا جميلًا في حلمها... هنالك كانت الإنسانية الجديدة التي غابت عن الأرض أزمانًا ودهورًا، فقد عادت إلى الدنيا شمائل الأصحاب وتضحيات الأحباب؛ حيث استشعرنا الإسلام في القلوب غضًا طريًا، وتدبرنا القرآن فيضًا نديًا، وكأنه يتنزل من جديد، فالقلوب التي تعي جديدة، والآيات التي تقرأ كأنها جديدة، والأحداث التي فيها تسمع جديدة، حتى عاش أكثر المعتصمين من شدة إحساسهم بوقع الآيات في قلوبهم، وأثرها في نفوسهم، وجلالها في عقولهم، وكأنهم يقرؤون القرآن لأول مرة!!

ماذا أقول لك عن رابعة.. فكرت كثيرًا ماذا أكتب ومن أي نقطة أنطلق، وعلى أي زهرة في البستان أقف، ثم قررت أن أصطحبك أخي القارع لترى بعين عقلك فلن والألفاظ بوصف ما أرى، فسر معي لعل الله يفتح عليك مبا هو أبعد من الكلمات، وأرقى من العبارات. هذه شهادة أسطرها للحاضر والمستقبل، من قلب الأحداث، أكتب ما رأيت، أشهد مبا علمت، شهادتي على روعة الإنسان إذا صفى قلبه، وعلى قسوة الطغيان إذا اختل فهمه، شهادة ألقى بها ربي، وأُسأل عنها وحدي.. انطلاقًا من قول الله تعالى: (وذكّرهم بأيام الله)، سورة إبراهيم:5.

رحلة داخل الميدان

من أي مدخل تريد التشرف بالدخول؟! فهنا في الميدان أربعة مداخل أصلية، ناهيك عن فروعه الكثيرة، عليها جميعًا تجد التأمين الفريد، الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة في التاريخ، والذي كان امتدادًا له، بنفس طريقته، وربما بنفس الوجوه التي كنت تراها في تأمين ميدان التحرير في الثمانية عشر يومًا.............. أكمل من الكتاب مباشرة

 

 

الكلمات المفتاحية :

إسلام

ديمقراطية

انقلاب

رابعة العدوية

اعتصام

حرية

عدالة

مقاومة

ظلم

استبداد

أمة

شعب

وطن

إسلاميون

متشدقون

حكام

شعب

ثورة

تعليقات القراء

الأسم
الايميل
عنوان الموضوع *
التعليق *
أرفق ملفات

Max file size (Mb): 10