التوثيق للمسـتقبل

documentING For future

مجزرة رابعة

إصدار خاص 

 

مذبحة رابعة العدوية: 11 سنة على جريمة لم يُحاسب عليها مرتكبوها

التحليل الإحصائي لبيانات ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية

عملية قتل جماعي عن عمد لمدنيين ومعتصمين سلميين بشواهد محلية ودولية وحقوقية وأدلة واقع فالمسلح الواحد ذو العقيدة الإسلامية إذا اختار مقاومة مسلحة أو دفاع عن النفس قد يوقع خسائر كبيرة في القوات المهاجمة وهذا لم يحدث في اعتصام شبه مليوني طبقا لنتائج الواقع والضحايا التي نجدها في القائمة الموحدة لضحايا مركز الاعتصام ميدان رابعة فقط 1014 ضحية من المدنيين بينهم عدد 9 من رجال الشرطة والإطفاء والعسكريين ومن بينهم ضابط من مجموعة ما عرف بالضباط الملتحين المفصولين من عملهم بسبب اللحية وبعضهم كانوا في صفوف المعتصمين لأغراض مختلفة بالزي المدني)
من واقع بيانات الضحايا يمكن استنباط أن أزمة اجتماعية كبيرة وممتدة قد سببتها هذه المذبحة. تمتد هذه الأزمة أفقيًا ورأسيًا.
تمتد أفقيًا لتغطي 25 محافظة من محافظات مصر سقط من أبنائها شهداء بميدان رابعة، ولتشمل ما يقارب 1000 أسرة، ومئات من النساء ترملت ومئات أو آلاف من الأطفال يتموا.
كما تمتد رأسيًا بإتيانها على حظ المجتمع من رصيد قيّم من أبنائه ذوي المهن المتنوعة وكذلك الكوادر في قطاعات مختلفة تعليمية وصناعية وزراعية وهندسية، وغيرها، فضلاً عن فقدان نوعية من أصحاب القيم وعشاق الحرية.
وفيما يأتي نعرض نتائج التحليل الإحصائي لبيانات الضحايا.

أولاً: حسب النوع/الجنس

 

جدول (1): بيانات الضحايا حسب النوع

 

| النوع/الجنس | عدد الضحايا | النسبة المئوية |

|-------------|--------------|-----------------|

| أنثى        | 15           | 1.5             |

| ذكر         | 999          | 98.5            |

| إجمالي      | 1014         | 100             |

 

تظهر البيانات كون فئة الذكور مثلت الغالبية العظمى من الضحايا بنسبة 98.5%، بينما كانت نسبة الإناث 1.5%، وهي نسبة ذات دلالة على أن الأكثر استهدافاً بالقتل كانت فئة الذكور.

 

وهذا لا يعني أن النسبة المنخفضة للضحايا من الإناث دالة على قلة عدد المشاركات بالاعتصام، ولكن مشاركة النساء في الاعتصام كانت بالآلاف ولم تكن قليلة وتفسير ضآلة عدد الضحايا من النساء يمكن إرجاعه لبعض الافتراضات الثقافية والسياسية والميدانية الآتية:

 

1- وجود نسبة من الضحايا من الأطفال يدل على أنهم كانوا في صحبة العائلة والأسرة، مما يبلغ عددهم 25 طفلا وهو يؤكد وجود العنصر النسائي بكثرة

 

2- جهة القتل الجماعي كان لديها تعليمات بتجنب قتل النساء والأطفال حتى لا يثير الرأي العام

ادعاء السلطة العسكرية بأن الاعتصام ليس مدنيا فوجود عدد كبير من القتلى من النساء سيكشف الطبيعة المدنية للاعتصام (وهو ما حدث في مذبحة ميدان رابعة بورسعيد أثناء حكم المجلس العسكري (مؤسسة وعي، 2021)

 

3- وجود بعد ثقافي لدى قطاع من المجندين أن الشحن الديني العسكري كان مركزا على وصف المعتصمين بالإخوان وهو توصيف أقرب في أذهان المجندين والضباط المجهزين للقيام بعمليات القتل والقنص أقرب للرجال منه للنساء.

 

4- وجود بعد ثقافي لدى المعتصمين أنفسهم أن الرجل هو الذي يجب أن يتقدم بالحجارة وجواجز الطوب المتاحة لديه ليدافع عن الفئات الضعيفة من المعتصمين من النساء والأطفال وكبار السن أو توفير بعض الكمامات والشباب لهذه الفئات الضعيفة على أنفسهم في الأماكن الأكثر أمنا أو توفير الماء أو طلب الإغاثة

 

5- كذلك أكثر حراس الاعتصام كان من الشباب وكانت حمايتهم للميدان وتفتيش الداخلين إليه موجهة لإفساد الاعتصام من قبل السلطة الأمنية والاستخباراتية (أي الموجهين) والمندسين واللصوص والبلطجية من الحماية نحو (الاعتصام) وهذا مستحيل ماديا ومنطقيا، للمواجهة مع الجيش والشرطة وقد كان هؤلاء الشباب الأكثر استهدافا بالقنص من قبل القوات.

 

لقد وجدت دلالات كثيرة على مشاركة النساء بأعداد كبيرة في الاعتصام طيلة أيامه وفي يوم الفض، واضحا في شهادات الشهود، وكثير منهم كن من الإناث، وأرشيف الصور ومقاطع الفيديو. وقد كن محتجزات

ضمن الآلاف الذين فشلت القوات بتوفير الممر الآمن الذي وعدت به في بداية فض الاعتصام طوال يوم الفض

كما يبين سرد الأحداث لخروجهم وقد تضمنت مقاطع الفيديو مشاهد خروج أعداد من الإناث ضمن

المتظاهرين عندما سمحت القوات بالخروج من الميدان بعد سيطرتها على الميدان حوالي الخامسة والنصف عصرا.

 

ثانياً: حسب السن

جدول (1): بيانات الضحايا حسب السن

 

| الفئة العمرية | مسمى الفئة | عدد الضحايا | النسبة |

|---------------|-------------|--------------|--------|

| 0 - 17        | أطفال       | 25           | 4.0    |

| 18 - 30       | شباب        | 221          | 35.0   |

| 31 - 40       | قريب من الشباب | 207      | 32.8   |

| 41 - 60       | كهل         | 171          | 27.1   |

| 61 فأكثر      | كبار سن     | 8            | 1.3    |

| إجمالي        |             | 632          | 100.0  |

 

كان العدد الإجمالي لمن تم تسجيل أعمارهم من ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية هو 632 من إجمالي 1014، وقد أظهرت نتائج الإحصاء فيمن سجلت البيانات أعمارهم أن النسبة الأكبر للضحايا تنتمي لشريحة الشباب من سن 18-40 بنسبة 67.8%، تليها شريحة الكهول من سن 41-60 بنسبة 27.1%، ثم جاءت نسبة الأطفال دون سن 18 سنة بنسبة 4%، وأخيرًا كبار السن من 61 سنة فأكثر بنسبة 1.3%.

 

وتظهر بهذا الإحصاء دلالة معنوية لتسييد شريحة الشباب، حيث قاربت 70% من إجمالي الضحايا، كما تعكس نسبة مشاركة هذه الشريحة في الاعتصام، وتعكس استهداف القوات التي نفذت هذه الجريمة لتلك الفئة.

 

ثمة أيضا تقاربا شديدا بين هذه النسب ونظيراتها في ضحايا مذبحة الحرس الجمهوري، حيث جاءت شبه متطابقة في النتائج ونسب المشاركة للفئات العمرية المختلفة، وكذلك نسب استهداف القوات للفئات العمرية بالاعتصام.

 

جدول: بيانات عدد أبناء الضحايا

| عدد الأبناء | عدد الآباء الضحايا | النسبة |

|-------------|---------------------|--------|

| 10          | 1                   | 0.4    |

| 9           | 1                   | 0.4    |

| 8           | 1                   | 0.4    |

| 7           | 6                   | 2.2    |

| 6           | 8                   | 2.9    |

| 5           | 22                  | 8.0    |

| 4           | 60                  | 21.8   |

| 3           | 84                  | 30.5   |

| 2           | 66                  | 24.0   |

| 1           | 27                  | 9.8    |

| الإجمالي    | 275                 | 100.0  |

وتبين النتائج أن النسبة الأكبر من الضحايا (72.2%) كانت لأناس متزوجين، تليها نسبة الأعزب 27.3%، ثم المطلق 0.4%.

 

وتعد هذه النسبة ذات دلالة، حيث تبين أن غالبية الضحايا لديهم عائلات، وأنهم من أصحاب الميل للاستقرار وبناء الأسرة، كما أنهم من الجادين الذين يسعون لمعايشة الحياة وخوض غمارها في إطار الطبيعي والتفاعل المنطقي المتزن.

 

فئة (المطلق) من جانب آخر؛ عرضت نسبة ذات دلالة بقيمتها الضئيلة (0.4%)، وهي تعكس معدلات عالية من التماسك الأسري الذي اتسمت به أسر الضحايا[1].

 

وحالات (الأعزب)، التي بلغت فيها نسبة (الخاطب) 7.5% تبين أيضًا رغبة وإقدام نسبة معتبرة من الضحايا على الزواج، وبما يعكس ويؤيد الطبيعة الجانحة للاستقرار وبناء الأسرة بين الضحايا. لقد حملت قوائم البيانات بعض العبارات التي من شأنها أن تحرك الشعور الإنساني وتثير العاطفة والشفقة نحو هؤلاء، من هذه العبارات نقرأ: "آنسة"، "كان يستعد للزواج يوم 18 أغسطس 2013، خاطب ويستعد للزواج"، "عاقد قرانه"، "عقد قرانه يوم 5 أغسطس 2013"... نقرأ أيضًا في أعمار المتزوجين من الضحايا وجود نسبة 12% منهم بين 25-30 سنة، وهؤلاء بدأوا حياتهم الزوجية في مرحلة مبكرة نسبيًا قياسًا بمتوسط سن الزواج لدى الشباب المصري[2].

 

ملحق:

[1]  [^1]: عدد حالات الطلاق في الأعوام من 2010 إلى 2012 كانت 149.4 ألف، 151.9 ألف، 155.3 ألف حالة على التوالي (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري).

[2]   [^2]: متوسط سن الزواج الأول للذكور خلال عام 2010 كان حوالي 29 عام (اليوم السابع، 29 مارس 2021).

 

للمزيد يمكنك الضغط مرتين علي صور الوثائق الآتية:

موارد إضافية:

أود أن أذكرك أن هذه المأساة لا تزال حية في ذاكرة الكثيرين، وأن السعي لتحقيق العدالة للضحايا أمرٌ ضروري.

يمكنك المساهمة في ذلك من خلال:

معًا، يمكننا ضمان ألا تُنسى مذبحة رابعة العدوية، وأن يتم تحقيق العدالة للضحايا.

 

 

  • مذبحة رابعة العدوية

  • فض اعتصام رابعة

  • مجزرة رابعة

  • ضحايا رابعة

  • حقوق الإنسان

المصدر: مؤسسة وعي للبحث والتنمية