التوثيق للمسـتقبل

documentING For future

مجزرة رابعة

إصدار خاص 

 

الصفحة تحت الإنشاء

مذبحة رابعة العدوية: دراسة توثيقية

توثيق الضحايا

أولاً: أحداث الفض في ميدان رابعة فقط

كيف تمت عملية توثيق ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية؟

 

نظرا إلى وجود محاولات من جهات متعددة للإجابة عن سؤال ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية، وأن عددًا ليس بالقليل منها غير مكتمل وغير شامل ويفتقر للمنهج العلمي الصارم في التوثيق؛ إلا أن كل من توفر لديه الاهتمام بالموضوع قد جمع له من المعلومات والوثائق ما استطاع، والتي ظهر فيها التكرار وغاب عنها الفرز والتصنيف ،والتنقية وقد توفر لدى مؤسسة وعي للبحث والتنمية ما يزيد عن 23200 ثلاثة وعشرون ألفا ا ومنتي وثيقة أوّلية حول موضوع الاعتصام بشكل عام وجدت في صيغ متعددة كملفات وورد وإكسيل وأكسيس و PDF وملفات صور وفيديوهات وغير ذلك من شهادات مرئية ومسموعة ومكتوبة وقد فرز الفريق البحثي كل هذه الوثائق، واستبعد منها غير المرتبط بموضوع الدراسة وتساؤلاتها الرئيسة، ثم باشر الإجراءات اللازمة للإجابة عن تساؤلات البحث، وهي ما نعرضه فيما يأتي:

وفي سبيل الإجابة عن سؤال الدراسة الأول (ما العدد الفعلي لضحايا حدث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية؟)، فإننا ندرك صعوبة الإجابة بدقة عن هذا السؤال حيث لا يتوفر مجال للبحث الميداني في ظل الوضع الداخلي الراهن بمصر ، ومن ثم فإن ما تقدمه هذه الدراسة يأتي في سياق جهد التوثيق الممكن وفي حدود المتاح من المصادر، حتى وإن أسفرت الجهود المضنية التي يستوفيها هذا النوع من العمل في إضافة ضحية واحدة إلى ما وثقته الجهات المختلفة، كيف لا وهو إنسان تم اغتياله وإراقة دمه دون وجه حق وخارج إطار القانون وبالتالي إن إنسانًا واحدًا يكفي أن تتحرك عدالة العالم من أجل قضيته، وهو الذي خُلقت السموات والأرض من أجله. لقد أنجز الفريق البحثي لأجل ذلك عددًا من الإجراءات نوضحها فيما يأتي:

  1. استخلص الفريق البحثي كل ما يمكن تسميته بـ "قائمة استنادية" تتضمن إحصاء لضحايا فض اعتصام رابعة من الضحايا، وذلك من الوثائق الأوّلية التي وفرتها مؤسسة وعي للبحث والتنمية حول اعتصام رابعة العدوية بصيغ ملفات متنوعة ومتعددة، وحدَّد للوثائق المستخلصة عددًا من الشروط كالآتي:
    • أن تتضمن في بياناتها ما يفيد بكون الضحايا قتلى، وليسوا جرحى أو غير ذلك، وما يفيد بالواقعة من خلال تسمية الحدث فض اعتصام رابعة) أو مكانه (ميدان رابعة العدوية أو أطرافه) أو تاريخ الوفاة (14) أغسطس (2013) إلى آخر ذلك من بيانات دالة على الحدث.
    • أن تسجل القائمة عدد خمسة ضحايا فأكثر ، فتم تجنيب ما احتوى على أقل من هذا العدد، وذلك لإيجاد حد أدنى لعدد الضحايا بالقائمة الواحدة لا يقل عن خمسة). في الوقت ذاته تم تجميع بيانات المنفردين من الشهداء وجعلهم قائمة القوائم ثم إنشاء قائمة واحدة بها جميعًا مع إثبات المصدر لكل بيان.
  2. الجمع المبدئي ثم إعادة الجمع مرة أخرى: فأجرى الفريق بحثًا إضافيًا لحيازة المزيد من قوائم الضحايا وللوصول لأفضل درجة ممكنة، وقد أسفر ذلك عن إضافة قوائم تتضمن سجلات ضحايا هذا الحدث. فتم الرجوع لعشرات المواد من المواقع الإخبارية وردت كأخبار أو تقارير صحفية، ومواقع المراكز البحثية والمؤسسات الحقوقية لجمع ما صدر عنها من تقارير أو قوائم توثق لضحايا الحدث، وتم الرجوع أيضًا لمنصات التواصل الاجتماعي لا سيما صفحات المحافظات والمدن التي وثقت شهداءها في المذبحة ونشرت صورهم وسيرتهم وقصص استشهادهم وكان لهذا المصدر قيمته العالية لصلته المباشرة بالشهداء ودقة المعلومات عنهم بنسبة كبيرة من تلك الصفحات صفحة "محافظة المنوفية الصفحة الرسمية"، و"البتانون محافظة المنوفية"، و"محافظة سوهاج" ، و"بني سويف"، و"الفيوم"، و"البحيرة"، و"كفر الشيخ"، و"بورسعيد"، و"سوهاج"، و"قنا"، و.... أيضًا صفحة "احكيلي عن شهيد" التي كوّن منها الفريق قائمة ضمت 211 شهيدًا سقطوا في هذا الحدث وتم التأكد من اسم كل منهم ومن توقيت ومكان وكيفية وفاته من خلال ما كتبه عنه أقاربه أو أصدقاؤه أو معارفه حتى الحالات التي وردت بها معلومات منقوصة أو غير دقيقة كانت مفيدة في تحديد مسار للبحث عن الشخص المعني لاستيفاء ما يمكن من بياناته.
  3. فحص الفريق أكثر من 900 شهادة وفاة وتصريح دفن الضحايا أحداث وقعت بهذه الفترة، واستخلص منها ما يخص ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، وهي موضحة في ملحق (شهادات الوفاة) وملحق (تراخيص الدفن، وكوّن قائمة مستقلة منهما، وكان لهذه القائمة قيمة عالية في توثيق عدد من الشهداء مع تأكيد البيانات الشخصية لكل منهم كونها صادرة عن جهات رسمية. ولأن بعض شهادات الوفاة وتصاريح الدفن تخلو أحيانًا من تحديد مكان الوفاة؛ فقد وضع الفريق معايير الاستدلال من شهادات الوفاة او تصاريح الدفن على ترجيح كون الشخص قد قتل بفض اعتصام رابعة يوم 2013/8/14، هذه المعايير كالآتي: أ) كل شهادات الوفاة المستخرجة من مشرحة زينهم ويكون تاريخ الوفاة 14 أو 15 أغسطس 2013 تعطي احتمالية كبيرة جدا لأن تكون الوفاة في ميدان رابعة او ما يحيط بها، ب) التقرير الطبي المرفق بأوراق الحالة كان يفيد في تحديد مكان الإصابة التي أدت للوفاة وزمانها لأن التقرير الطبي كان ينص على وقت دخول المصاب الإصابة أودت به للموت إلى المستشفى ونوع الإصابة وبعض التقارير كان يشير إلى أن الإصابة مر عليها وقت كذا والبعض الآخر كان يشير إلى أن المصاب محوّل من مستشفى كذا بمدينة نصر مثلا أو ينص مباشرة على أن المصاب كان قادما من أحداث رابعة العدوية ج) الاستدلال من تقرير دخول المصاب للمستشفى الذي توفي به أفادنا في تحديد ما إذا كان المتوفي قد أصيب في رابعة ام لا حيث إن التقرير يفيد بساعة دخول المصاب ونوعية الإصابة حيث يذكر أن المصاب قد دخل إلى المستشفى ساعة كذا من يوم 2013/8/14 أو في الساعات الأولى من يوم 2013/8/15 بإصابة نارية ثم يسجل وقت الوفاة، د) الشخص المتوفي من سكان الأقاليم، والذي استخرج له تصريح دفن من القاهرة في نفس يوم الفض 2013/8/14 فذلك أن يكون قد استشهد في فض رابعة، هـ) الشخص المتوفي من سكان الأقاليم، والتقرير الطبي الخاص بوفاته صادر من أحد مستشفيات القاهرة ومكتوب فيه أنه حضر جثة هامدة في الساعات الأولى من يوم 15 أغسطس 2013 فيكون على الأرجح قد قتل في فض رابعة و مراجعة اسم المتوفى في قوائم مرجعية أخرى لجمع القرائن حول تبعية هذا الشخص لضحايا فض رابعة في الميدان نفسه أو أنه . يتبع أحداث رابعة الكبرى في كل الجمهورية.

وقد سجل الفريق بعض الملاحظات المهمة حول شهادات الوفاة وتصاريح الدفن والتقارير الطبية لضحايا فض اعتصام رابعة منها:

أ) من خلال شهادات لأهالي الضحايا تبين أن هناك تعليمات واضحة للمستشفيات-خاصة تلك التي تقع في محيط ميدان رابعة الجغرافي - بعدم إعطاء تصريح بالدفن لأي من ضحايا فض اعتصام رابعة أو على الأقل لا يكتب السبب الحقيقي للوفاة، الأمر الذي أدى ببعض أهالي الضحايا لأن يمروا على أكثر من خمسة مستشفيات للحصول على تصريح دفن لضحاياهم

ب) بعض من أطباء النوبتشيات في بعض المستشفيات لم يلتزموا بالتعليمات السابقة الذكر بعدم أهالي ضحايا فض اعتصام رابعة أي تصاريح دفن والتزموا بواجبهم المهني وأعطوا تصاريح دفن للضحايا،

ج) عدد كبير من أهالي الضحايا ذهبوا بضحاياهم إلى مكتب صحة النهضة التابع لمدينة السلام لاستخراج تصاريح الدفن وشهادات الوفاة

د) بعض الأهالي ذهبوا بجثة المتوفي من ميدان رابعة إلى مدينته في الإقليم حيث تم توقيع الكشف الطبي التشريحي على الجثة والبعض الآخر الذي كان لا يزال حيا خضع للعلاج لعدة أيام وكان ينص في التقرير الطبي أنه حضر إلى المستشفى ساعة كذا بإصابة نارية كذا أو ينص التقرير الطبي أنه جاء من ميدان رابعة أو محولا من إحدى مستشفيات محيط رابعة العدوية

هـ) تبين الوثائق نقل القتلى والمصابين إلى أربع عشرة مستشفى هي السلام، معهد ناصر بشبرا، مكتب صحة شبرا ثان شبرا العام عين شمس التخصصي مكتب صحة السيدة زينب مشرحة زينهم، الزهراء الجامعي بمدينة نصر ، جراحات اليوم الواحد بمدينة نصر الحسين الجامعي، باب الشعرية الجامعي (سيد جلال)، قصر العيني التعليمي الجديد (الفرنساوي) النيل هليوبوليس التأمين الصحي بمدينة نصر.

رابعا: عملية إنشاء القوائم وتصنيف بياناتها ورموزها

صنف الفريق القوائم التي استخلصها من الوثائق الأولية وتلك التي حصل عليها بالبحث الإضافي كقوائم مرجعية، وقد بلغت 75 قائمة تم تصنيفها إلى فئات بحسب درجات قوتها وحجيتها في الاستدلال على تبعية الضحايا للحدث والزمان والمكان المحدد مما اختطه الباحثون لأنفسهم من أجل تبسيط وتفكيك الحدث الكبير لأنواعه الجزئية ثم إعادة تجميعه في أعمال كلية بحث لا يفوت عملية التقصي والإحصاء أي جزئية من جزئيات وتفاصيل هذا اليوم المشهود وما سبقه وما تلاه من أيام واشتملت على الرموز الآتية: تضمنت الرمزية

(أ) قوائم صادرة من جهات رسمية، مثل تقرير الطب الشرعي، أو شبه رسمية مثل تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهذه تكتسب قيمتها من إقرار مؤسسات الدولة بما تضمنته من ضحايا واعتراف بسبب الوفاة وعمليات الحرق التي جرت على عدد من الجثث إلا أنه شابها عيب عدم التسجيل الشامل والدقيق لكل الضحايا واقتصارها على من وردت جثته إلى مشرحة زينهم أو إلى المستشفيات الحكومية في محيط ميدان رابعة كما توفرت على أخطاء في البيانات فضلا عن وجود خلط بين ضحايا رابعة وغيرها من الأحداث المزامنة والقريبة.

(ب) تشير إلى القائمة المكوَّنة من وثائق رسمية مثل شهادات الوفاة وتراخيص الدفن، والتي مثلت قيمة عالية في حجيتها واشتمالها على توثيق الشهداء وبياناتهم وأسباب وفياتهم ونوعية الإصابة وتصاريح الدفن؛ وإن كانت أقل درجة من شهادات الوفاة في حجم البيانات وفي الاستدلال حيث لا يكتب مكان الوفاة في تصريح الدفن وإنما كان مكان استخراجه وسبب الوفاة وتاريخها يعطي قرينة قوية يمكن الاستناد إليها.

(ج) ترمز إلى قوائم ميدانية، مثل قوائم مسجد الإيمان والتي مثلت قيمة عالية في الاستدلال على وفاة الشخص في ميدان رابعة يوم الفض حيث لم تذهب إلى مسجد الإيمان أية جثة من خارج اعتصام رابعة بصرف النظر عن مستوى دقتها في كتابة أسماء الشهداء وعناوينهم وبقية بياناتهم.

(د) تومئ إلى قوائم أنتجتها مؤسسات حقوقية، وجهات بحثية، مثل: (1) القوائم التي تضمنها كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق بإصداريه 1 و 2، والذي اكتسب قيمة عالية من تسجيله لشهادات ميدانية فور وقوع الحدث إلى حد أنه سجل شهادات بعض من نجا من مذبحة فض اعتصام رابعة ثم قُتل في مذبحة رمسيس ومسجد الفتح في 2013/8/16 عمار حسانين مثالا)، وشمل الكتاب صورا لبعض الشهداء ونوعية إصاباتهم ونوعية الأسلحة المستخدمة في الفض والمحرمة دوليا ورد الكتاب على ادعاءات السلطة أنه أي أسلحة من لم تستخدم في فض الاعتصام وادعاءات حول تسليح المعتصمين وغيرها من الاتهامات، إلا أن الكتاب وقع في بعض الهنات منها أنه أورد بعض أسماء الشهداء في غير رابعة. (2) كتاب "شهداء الميادين" الصادر عن مركز حضارة الذي وثَّق عن طريق كتابة السير عددًا من شهداء فض اعتصام رابعة (3) قائمة موقع ويكي ثورة ، وكانت لها قيمة عالية في توثيق الكثير من الشهداء وبعض البيانات بهم وقد اهتمت بعمل قوائم خاصة بالضحايا من النساء والقصر والطلاب ووضعت رسومًا بيانية لتحديد فئات الضحايا العمرية ومحافظاتهم ونصيب كل محافظة من الشهداء، إلا أنه شابها بعض القصور حيث لم تتوسع في عملية البحث ولم تسجل إلا ما استطاعت تحصيله وقتها من أسماء الضحايا في مشرحة زينهم ومستشفى الدمرداش ومستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر ومستشفى معهد ناصر ولم تسجل من مات بعد فترة متأثرا بإصابته في فض رابعة كما أن بيانات الشهداء في هذه القائمة كانت قليلة.

(هـ) شهادات مباشرة من أهالي الضحايا وأصدقائهم وزملائهم.

(و) قوائم منشورة في مواقع الويب وصفحات السوشيال الخاصة بالمحافظات والمدن

(ز) قوائم مستخلصة من صفحات أنشئت خصيصًا لجمع بيانات ضحايا الأحداث مثل صفحة "احكيلي عن شهيد" وصفحة "اعرفوهم"، وغيرهما، وكانت قيمتها الاستدلالية معتبرة حيث كان يقص رفيق الشهيد أو صديقه أو قريبه قصة استشهاده وتاريخها ومكانها مما يعطي فرصة كبيرة للتأكد من كون الشهيد من ضحايا فض اعتصام رابعة من خلال المطابقة مع القرائن الأخرى، إلا أن بيانات الشهيد التي تضمنتها هذه القوائم كانت قليلة.

خامسًا: وصف القوائم المرجعية

وذلك بكتابة المعلومات الأساسية حول كل قائمة ثم عرض موجز لما بها من بيانات الضحايا عمومًا ومن ينتمي منهم لموضوع التوثيق المخصص ليوم الفض وميدان رابعة نفسه (دون الأماكن والمحافظات وما وقع خارج الميدان فهذه موضوعات خصص لها إصدارات تأتي تباعا حتى تتم الموسوعة الكاملة لرابعة خلال الشهور القادمة، وبهذا يعتبر الوصف مرجعًا مهما لقوائم إثبات كثير من الضحايا لأحداث تلك الفترة الهامة من تاريخ الثورة المصرية.

سادسًا: بناء قائمة مرجعية واحدة تجمع كل البيانات المتوفرة

أنشأ الفريق ملف إكسيل بقالب محدد يتضمن كل الحقول المعرفية الممكنة لبيانات الضحايا وقد بلغت 40 حقلاً تم تأسيسها من كل الحقول المعرفية التي تضمنتها القوائم المرجعية هذه الحقول هي: م، رمز المصدر، اسم القائمة كما ورد فرع المصدر، م. المصدر اسم الضحية النوع تاريخ الميلاد السن المحافظة، العنوان المهنة المؤهل، الحالة الاجتماعية، الرقم القومي، تاريخ الوفاة سبب الوفاة الواقعة محافظة الواقعة، مكان الواقعة المستشفى اسم ،قریب تلفون ،قریب ترخيص بالدفن شهادة وفاة جهة صدور الوثيقة بيانات الزوجة، عدد الأبناء، بيانات الأبناء، رقم المحضر، كود المصدر / رقم الحالة التكرار بالقوائم، مصادر/روابط، ملاحظات.

سابعا: تهيئة القوائم لعملية الدمج، وشملت عدة إجراءات

  1. استبعاد بيانات الضحايا الذين لا ينتمون للحدث المحدد في الدراسة والذين نصت القوائم صراحة على تبعيتهم لأحداث أخرى وإلحاقهم بها
  2. تفريغ بيانات كل قائمة مرجعية على حدة في ملف القالب الموحد
  3. الضبط الإملائي للبيانات لا سيما الأسماء حتى تساعد في تبيان المكرر أو المتشابه تمهيدًا لحذف التكرار بعد دمج القوائم. في هذا السياق أيضًا لجأ الفريق إلى استخلاص بيانات الضحايا من المصادر التي ذكرتها سردًا كصفحة "احكيلي عن شهيد" و"اعرفوهم ، وسير "شهداء الميادين" (مركز حضارة) وغيرها، أو طباعة بيانات الضحايا من القوائم التي كانت صورًا كقوائم مسجد الإيمان التي كتبت على لوحات وعلقت على جدران المسجد وتداولتها المواقع المختلفة ، وقوائم كتاب "مذبحة رابعة بين التوثيق والرواية" بإصداريه وغيرهما.

ثامنا: الدمج والتصفية والفرز والتدقيق والمطابقة، عبر الإجراءات الآتية

  1. دمج القوائم في قائمة واحدة فنتج عن ذلك قائمة ضخمة بالمكرر شملت 24119 سجلاً
  2. ترتيب الأسماء أبجديا
  3. حذف المكرر، على أساس اعتماد أوثق اسم ورد في قائمة من القوائم خاصة تلك القوائم التي بنيت من وثائق رسمية للشخص كشهادات الوفاة وتصاريح الدفن
  4. دمج كل المعلومات التي وردت للشخص من كل القوائم التي شملته في سجل واحد، وحرص الفريق على استيفاء البيانات من كل القوائم بأفضل صورة ممكنة
  5. إحصاء عدد مرات تكرار الضحية في القوائم وإثباته في سجل الضحية
  6. استبعاد من هو خارج نطاق البحث، مثل من تبين للفريق من خلال عمليات البحث والتدقيق أنه توفي بأحداث أخرى مثل الحرس الجمهوري أو المنصة أو النهضة أو رمسيس الثانية أو في أحداث الفض نفسه التي وقعت في أماكن متفرقة من القاهرة والمحافظات الأخرى.

خلال هذه المرحلة حرص فريق البحث على تسجيل الملاحظات حول مبررات الدمج، والاستبعاد، ولهذا أهمية في بيان طريقة الحكم وأيضًا في إثبات بيانات ضحايا أحداث أخرى ممن توصل لهم الفريق أثناء البحث، والذين سجلوا بسبيل الخطأ في قوائم مرجعية على أنهم من ضحايا فض اعتصام رابعة وهم ليسوا كذلك.

ويتضمن الملحقان 1 و 2 بنهاية البحث مجمل هذه الملاحظات حيث شمل ملحق 1 ضحايا دمجوا حيث يرجح كونهم لشخص واحد وذلك بأسباب متنوعة كتشابه الأسماء أو تطابق بيانات السن أو العنوان أو اسم القريب أو المهنة أو سبب الوفاة أو غير ذلك، وكان اختيار البيان الأدق مؤسسا على البيانات المسجلة في المصادر ذات الحجية العالية مثل قائمة شهادات الوفاة وتصاريح الدفن وتقرير الطب الشرعي، وتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان وقوائم مسجد الإيمان، وغيرها على الترتيب.

2. ملحق 2

بينما شمل ملحق 2 ضحايا استُبعدوا بعد التحقق من تبعيتهم لأحداث أخرى أو لأسباب أخرى. ويمثل الملحقان 1 و 2 ناتج عمليات فحص وتدقيق مركزة أجراها فريق البحث، ولذلك نوصي بالرجوع إلى ما ورد بهما من بيانات في مشروعات توثيق أحداث أخرى.

عمليات التحقق

1. تحقيق البيانات

تاسعا: حقق فريق البحث البيانات الناتجة من مرحلة الدمج والتصفية سابقة الذكر، حيث لم يكتف بما تم في المراحل السابقة من جمعها وفرز ، فأجرى عمليات بحث معمقة وواسعة عبر مواقع الانترنت ومواقع السوشيال ميديا ومواقع بعض المحافظات التي وفرت للفريق قدرا كبيرا من المعلومات عن الشهداء، فتم استبعاد من هو خارج نطاق البحث وإلحاقه بالحدث الذي قضى فيه.

2. مصادر إضافية للمعلومات

وفي هذه المرحلة أيضا أفادت تعليقات الأهالي على المنشورات التفاعلية التي تتضمن أخبار الشهداء حيث بعضهم أضاف أسماء لشهداء لم تكن قد نشرت ولم ترد في أي قائمة. تمت الاستفادة في هذه المرحلة أيضا من برنامج (أحياء في الذاكرة) الذي كانت تبثه فضائية (الجزيرة مباشر مصر قبل توقفها) حيث كان يورد البرنامج مقدمة عن الشهيد وبياناته وواقعة استشهاده وتاريخ وفاته مما ساعد في توثيق بعض الشهداء. كما استفاد الفريق بهذه المرحلة من مواقع خاصة بمناهضة العنف ضد النساء مثل موقع ( نحن نسجل) الذي ساعد في توثيق بعض الشهيدات من النساء واستيفاء بياناتهن. في عدد من الحالات عمد الفريق إلى الاتصال المباشر بأحد أقارب الشهيد أو معارفه أو من أهل بلدته للتيقن من تبعية الضحية لواقعة فض اعتصام رابعة وأيضًا لاستكمال البيانات.

3. نتائج جهود الفريق

أسفرت جهود الفريق خلال هذه المرحلة عن إضافة أسماء لم ترد في أي من القوائم المرجعية، ومن هؤلاء على سبيل المثال:

  1. محمد فرج غباشي من محافظة بورسعيد، متزوج وله 3 أبناء، استشهد برصاصة في الصدر وهو يضم مصحفه إلى صدره وآخر ما قاله لوالدته يوم الفض "احنا محاصرين من كل مكان، نتقابل في الجنة إن شاء الله يا أُمي" بحسب ما جاء في المصدر (موقع بيكوكي 2019).
  2. عبد الرحمن شاكر صقر من الباجور محافظة المنوفية من خلال تعليق أحد القراء على خبر منشور حول شهداء المنوفية وطلبه إضافة اسم الشهيد عبدالرحمن محافظ المنوفية - الصفحة الرسمية 15 أغسطس (2013) وللتحري أجرى فريق البحث اتصالات مباشرة مع بعض سكان الباجور الذين أكدوا توثيق الشهيد عبدالرحمن كأحد ضحايا فض اعتصام رابعة.
  3. محمود يوسف الحافي من طنطا محافظة الغربية توفي بطلق ناري في الصدر مع تهتك في القفص الصدري وتفحم بعد الوفاة.
  4. محمد السيد محمد سعد من محافظة الفيوم استشهد برصاصة في القلب (مصر العربية، 12 أغسطس 2014).

عاشرا: حرّر الفريق القائمة الموحدة النهائية التي خلصت إليها عملية التوثيق لضحايا فض اعتصام رابعة العدوية والتي تضمنت 1014 شهيدًا.

 

 

ملخص البحث:

العنوان: مذبحة رابعة العدوية1: دراسة توثيقية

المؤلف: مؤسسة وعي للبحث والتنمية

تاريخ النشر: غير محدد

الموضوع: توثيق ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية

  • يركز البحث على توثيق ضحايا فض اعتصام رابعة في ميدان رابعة فقط، ولا يشمل ضحايا الأحداث في أماكن أخرى.
  • يعتمد البحث على البيانات المتاحة حتى تاريخ إجرائه، ولا يمكن استبعاد وجود ضحايا لم يتم توثيقهم.

 

المنهجية:

  • جمع البيانات من مصادر متعددة، تشمل:
      • قوائم ضحايا منشورة من قبل جهات رسمية وشبه رسمية وميدانية وحقوقية وبحثية.
      • شهادات مباشرة من أهالي الضحايا وأصدقائهم وزملائهم.
      • قوائم منشورة على مواقع الويب وصفحات السوشيال ميديا.
      • صفحات أنشئت خصيصًا لجمع بيانات ضحايا الأحداث.
  • فرز البيانات وتصنيفها حسب موثوقيتها.
  • دمج البيانات من مختلف المصادر في قائمة واحدة.
  • التحقق من صحة البيانات والتأكد من تبعية الضحايا لفض اعتصام رابعة.
  • إضافة أسماء لم ترد في أي من القوائم المرجعية.

النتائج:

  • توصلت الدراسة إلى قائمة نهائية بأسماء 1014 شهيدًا في فض اعتصام رابعة العدوية.

الخلاصة:

تقدم هذه الدراسة مساهمة هامة في توثيق ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية، أحداث مأساوية وقعت في مصر عام 2013. وتعتمد الدراسة على منهجية علمية دقيقة وتستخدم مصادر متعددة لجمع البيانات والتحقق من صحتها. وتوفر الدراسة قائمة نهائية بأسماء الشهداء يمكن استخدامها كمرجع للمزيد من البحث والدراسة حول هذه الأحداث.

 

أهم الأسئلة التي جاوب عليها البحث:

 

1. ما هي الجهات التي ساهمت في جمع بيانات ضحايا فض اعتصام رابعة؟

  • الإجابة: ساهمت جهات رسمية وشبه رسمية وميدانية وحقوقية وبحثية في جمع بيانات ضحايا فض اعتصام رابعة، بالإضافة إلى أهالي الضحايا أنفسهم.

2. ما هي المعايير التي استُخدمت للتحقق من صحة بيانات الضحايا؟

  • الإجابة: تم استخدام معايير متعددة للتحقق من صحة بيانات الضحايا، تشمل:
      • المقارنة بين البيانات من مصادر مختلفة.
      • التحقق من صحة الوثائق الرسمية، مثل شهادات الوفاة وتصاريح الدفن.
      • الاتصال المباشر بأهالي الضحايا.

3. ما هو عدد ضحايا فض اعتصام رابعة حسب الدراسة؟

  • الإجابة: توصلت الدراسة إلى قائمة نهائية بأسماء 1014 شهيدًا في فض اعتصام رابعة العدوية.

4. ما هي بعض التحديات التي واجهها الباحثون في عملية توثيق الضحايا؟

  • الإجابة: واجه الباحثون بعض التحديات في عملية توثيق الضحايا، تشمل:
      • نقص البيانات المتاحة.
      • تعليمات من جهات رسمية بمنع إعطاء تصاريح دفن لضحايا الفض.
      • صعوبة الوصول إلى بعض أهالي الضحايا.

5. ما هي أهمية هذه الدراسة؟

  • الإجابة: تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها توفر توثيقًا دقيقًا لعدد ضحايا فض اعتصام رابعة، وتساهم في الحفاظ على ذاكرة هذه الأحداث المأساوية.

 

 

الكلمات المفتاحية:

  • مذبحة رابعة العدوية

  • فض اعتصام رابعة

  • ضحايا

  • توثيق

  • مصر

  • 14-8-2013

المصدر: https://awrad.co/rabaa-massacre/